كيف ولماذا ظهرت العذراء في فاطيما؟

كيف ولماذا ظهرت العذراء في فاطيما؟

العذراء تظهَرُ بطلبٍ من البابا نفسه، ونبوءتها الّتي تحقّقت حرفيًّا!!

في 5 أيار 1917، وفي ظلّ شراسة الحرب العالميّة الأولى، وجّه البابا بنديكتوس 15 نداءً عبر الراديو إلى جميع الكاثوليك حول العالم، لكي يقوموا بتساعية إلى مريم سلطانة السّلام، حتّى تُوقِف الحرب، لأنّ حكّام العالم أصرّوا على رفضهم في سَماع صوت الله ونداءات البابا إلى السّلام…
في اليوم الأخير من التّساعية، أي 13 أيار 1917، ظهرت العذراء مريم في بلدة فاطيما (البرتغال) على ثلاثة أطفال رعاة، وكشفت لهم عن فظاعة خطايا البشر وجحودهم، وعن قدرة شفاعتها أمام عدل الديّان الإلهيّ قائلةً: “لم يعُدْ بإمكان الأمّ القدّيسة أن تُوقِف يدَ الابن الإلهيّ من ضرب العالم بالعقاب العادل بسبب جرائمهم. يريد الله إقامة التكرّس لقلبي الطاهر في العالم، كآخر خشبة خلاص. إذا فعل النّاس بما أقول سيحلّ السّلام. لقد أوشَكت هذه الحرب على الانتهاء، ولكن إن لم يتوقّف النّاس عن إهانة الله، سوف تندلعُ حربٌ ثانيةٌ، في عهد البابا بيوس الحادي عشر تكونُ أسوأ من هذه. “

لكي تؤكّد العذراء حقيقة النّبوءة، ذكرت اسم البابا الذي سَيَلي البابا بنديكتوس الـ14، علمًا بأنّ البابا يتّخذ اسمه يوم انتخابه.
وهذا ما حدث؛ توقّفت الحرب العالميّة الأولى في تشرين الثاني 1918، وفي 1 أيلول 1939- في عهد البابا التالي؛ بيوس الـ11، بدأت الحرب الثانية، حاصدةً ويلاتٍ أعظم من الحرب الأولى، لأنَّ البشر لم يسمعوا إلى أمّهم السماويّة ولم يتوبوا بل ازدادوا في الإثم، ولأنّ الكنيسة لم تُكرّس العالم لقلبها الطاهر كما طلبت!
أمّا في رؤيا سرّ فاطيما الثالث، التي نشرها البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000، روى الأطفال: “رأينا ملاكاً يحمل بيده اليسرى سيفاً من نار، وكان هذا السيّف يلمع ويرسل شُهُب نار مُعَدّة، على ما يبدو، لتُحرِقَ العالم، ولكنّها كانت تنطفئ لدى ملامستها البهاء الذي كان ينبعث من يد سيّدتنا اليُمنى. أمّا الملاك فكان يصرخ بصوت قويّ: توبوا! توبوا! توبوا”

طبعًا خلال تلك المرحلة، أي ما بين 1917 و1939، وقبل تحقّق نبوءة العذراء، تطاوَل بعضُ اللّاهوتيّين ليُعلّموا أمّ الإله وكُرسيّ الحكمة، قائلين: “هيَ لا تعلمُ المستقبل، ولا تمسِك بيدِ ابنها الذي افتدانا، وليست أرحم من الله، وهي لا تُرِعبُ العالم، وكلمتُها لا تعلو فوق الكنيسة، لستُ مُضطرًّا إلى الإيمان بظهورها وكلامها…” والسّيناريو نفسه يتكرّر اليوم، بألسنة المُبشّرين المعاصرين:
(لقراءة المقال الكامل: http://www.heartofmaryarabic.com/?p=3980)

صلاة:
“أيّتها العذراء الفائقة القداسة مريم، سلطانة الورديّة المقدّسة، يا من تنازلتِ وأتيتِ الى فاطيما، وظهرتِ للأطفال الثلاثة لكي تُعلني عن الصراع القائم بينكِ وبين الشيطان، داعيةً الكنيسة والعالم إلى التوبة الحقيقيّة والتكرّس لقلبك الطاهر وتلاوة الوردية كل يوم. نسألكِ أن تتعطّفي وتقبيلينا ضمن جيشكِ الخاص، فنكون أمناء يومًا بعد يوم أكثر فأكثر، لمواعيد معموديّتنا وحياتنا الأسراريّة، بخاصّةٍ سرَّي الإعتراف والإفخارستيا. وأن تطبعينا بختمكِ السماوي، وتشملينا تحت حمايتكِ الوالديّة في الأزمنة الصعبة، أزمنة المسيح الدجّال والجحود الكبير، وتحمينا من شرّ المسيح الدجال وضلاله وختمه، وتستخدمينا بين يديكِ أسلحةً روحيّة لنشر ملكوت الله وإكرامك والتعبّد لقلبك الطاهر.
أعطينا يا أمّ يسوع، القوّة والمثابرة على تلاوة الورديّة كل يوم، فتستمطري علينا بواسطتها كلّ النّعم التي نحن بحاجةٍ إليها، ولا سيّما (اذكر النعمة المطلوبة)
يا سيّدة فاطيما المجيدة، إنّكِ أنت نجمة الرجاء التي ظهرت وسط ظلام هذا العالم، الذي نكر ابنكِ وابتعد عنه، لتقودينا نحوه وتخلّصينا. أُنظُري بحنوٍّ وشفقةٍ الى كنيسة الرّب، البريئة من العيب في تعاليمها، كيف تمزّقها اليوم أنياب الذئاب بتشويه تعاليمها وبعَقلنة الإيمان… أنقذيها من كلّ شرٍ وضلال وهرطقة، واحمي أبناءها الأمناء والمكرّسين وجميع الإكليروس. نتوسّل بشكلٍ خاصٍ نعمة ارتداد كلّ الخطأة الى الكنيسة الحقيقيّة، متوسّلين ومنتظرين بثقةٍ انتصار قلبكِ البريء من الدنس، العنصرة الثانية المرتقبة، لمجد الثالوث الأقدس، آمين.”

صفحة قلب مريم المتألم الطاهر