أداب الكنيسة


باسم الآب والأبن والروح القدس الاله الواحد آمين
حي هو رب الجنود و مبارك صخرتي

كما أن للحياة الاجتماعية مبادئ يتمشى عليها الأفراد, كذلك في الاجتماعات الدينية وفي بيت الله مبادئ وقوانين تقتضيها الظروف والآداب العمومية.

فمن منا لا يقف اكراما لزائر او لصديق؟… ومن منا لا يرد التحية على محييه؟… ومن منا لا يقف اجلالا امام مشهد رهيب؟… او يصمت امام حادث مؤثر ؟…
ولذا رأينا ان نبسط بعض المبادئ العامة. وأنظمة الكنيسة للتقيد بها وقت حضور الطقوس الدينية, وبالخصوص وقت القداس الالهي, محور الديانة المقدسة, كي يزيد شعورنا سموا وتكتسب عواطفنا نبلا ….

1- الوقوف:
ان حقيقة الصلاة ليست طلبا وابتهالا فقط . وانما هي عبارة عن التعبير عن ملء النفس لا عن فراغها, فهي حب وشوق وشكوى ونجوى.

اي انها عبارة عن محادثة لذيذة بدالة ومحبة وثقة, بين ابن وابيه, او اشتراك احساسات, ونجوى قلب بين صديق وصديقته, حيث يفتح خزائن قلبه ويسكب منه ما يفرحه ويسره, وما يؤلمه ويتعبه, ويشرح افكاره كما ترشده محبته وثقته.

لذا وجب على كل مصل ان يكون دوما مستعدا وماثلا امام العزة الالهية بورع وتقوى.

اما الذين لا تمكنهم صحتهم من الأستمرار في الوقوف طوال الخدمة فالوقوف ضروري

وواجب:

  • في ابتداء القداس
  • عند مرور الكاهن, وبيده الأنجيل المقدس وقت الدورة الصغيرة (الايصودون).
  • عند التبخير وقراءة الأنجيل المقدس.
  • عند التبخير وقت الشاروبيكون, الى ما بعد دورة الكاهن حاملا الكأس والقربان.
  • عند اعطاء البركة, وكل مرة يقول الكاهن:” السلام لجميعكم” او ” احنوا رؤوسكم للرب”.
  • من تلاوة قانون الايمان” اومن باله واحد….” الى قول الكاهن :” الى والدة الاله ام النور …”.
  • بعد الكلام الجوهري. ثم قول الكاهن : ” لتكن مراحم الاله العظيم …”.
  • عند تلاوة الصلاة الربانية ” ابانا الذي في السماوات …”.
  • عند رفع القربان المقدس والقول: ” القدسات للقديسين”.
  • وقت مناولة الشعب حين يقول الكاهن: ” بخوف الله وايمان ومحبة تقدموا”.
  • عندما ينقل الكاهن القرابين المقدسة الى المذبح ويقول:” كل حين…”.
  • عند اعطاء البركة الاخيرة : بركة الرب ورحمته تحلان عليكم …”.

اما في باقي الصلوات وأوقات القداس فيجوز الجلوس, انما بأدب وتقوى.

2- كشف الرأس:
من شعائر الاحترام كشف الرأس. هذا ما يلتزم به الرجال عند دخولهم الى الكنيسة وفي وقت الصلاة. بعكس السيدات والآنسات, فلا يجوز لهن أن يدخلن الكنيسة وهن مكشوفات الرأس, حسب قول الرسول بولس, لان كل امرأة تصلي ورأسها مكشوف, فانها تشين راسها( كورنثوس 1ص4:11).

3- الحشمة:
الحشمة هي زينة الانسان في كل مظاهره, وهي دليل ناطق على طهارة النفس وطيب القلب وصفاء النية.
قوامها:

1- الحشمة باللباس : ليكن اللباس لائقا وكاملا, لان الكنيسة ليست بمعرض للأزياء ولا للظهور والمجد الباطل:
اولا- على الرجل المسيحي أن يدخل الكنيسة بلبس كامل فلا يليق ان يحضر الصلاة بثياب قصيرة واكمام قصيرة.
ثانيا – على المرأة المسيحية ان تكون في الكنيسة مغطاة الرأس, ولابسة ثيابا محتشمة مقفلة على الصدر, وذات اكمام تغطي الذراعين حتى المرفق (الكوع) ولتعلم النساء ان التنقيص في حشمة الثياب تؤاخذ عليه دائما وفي كل مكان, ولا سيما في بيت الله, وتمنع من التقدم الى الاسرار الالهية, وتلقي الشكوك بين المؤمنين.

2 – الحشمة بالنظر: لا ندخل الى بيت الله ,
وعيوننا تجول جولات استكشافية, او نلقي نظرات الى كل جهة يشتم منها الفضول وقلة الرزانة…

3 – الحشمة باللسان: لنمتنع عن كل كلمة, حتى عن تحية بعضنا , محافظين على الصمت, ومشتركين مع ممثل الله تعالى برفع الادعية, طالبا للبركة,واستعباد للعنة.

4 – الحشمة بالوقوف والجلوس: لا نقف بغير رصانة ولا نستلق باسترخاء على المقاعد كأننا في بهو او ناد, بل لنظهر في كل حركاتنا بمظهر الوقار والخشوع , اجلالا للمقام الالهي, واحتراما لله عز وجل مالئ الأكوان.

5- حضور القداس والخروج من الكنيسة:
قد تفشت العادة ان يخرج البعض دون داع من الكنيسة, قبل نهاية الصلوات, وقبل انجاز الذبيحة الالهية. فلا يليق مطلقا ان نتوانى او نجعل عدم المبالاة يستولي علينا, في هذا الامر. ولسنا نقصد الكنيسة الا لنقوم بواجب العبادة والشكر لله تعالى, مع النية لاستمطار نعمه وبركاته.

وكيف يلبي الله دعاءنا وطلبنا , اذا كنا لا نضحي ببعض الوقت, فنشترك فعليا مع ممثل الله, حتى نهاية الصلاة والقداس, ونثبت اننا نقصد بيت الله للاشتراك بالحفلات الدينية والذبيحة الالهية, بموجب
روح الكنيسة ومراسيمها. ولذا لا يليق بنا ان نترك القداس الالهي, مثلا:

1 ) بعد سماع قراءة الانجيل الطاهر.
2 ) او بعد دورة الكاهن بالقرابين الكريمة.
3 ) او بعد سماع كلام التقديس (الكلام الجوهري). بل يجب ان نبقى الى النهاية, مصغين بخشوع الى الصلوات, ومشتركين بتقوى مع الكاهن بتقدمة الذبيحة المقدسة, الى ان يمنح الكاهن البركة في نهاية القداس, اي الى ما بعد قوله:” بركة الرب ورحمته تحلان عليكم بنعمته الالهية ومحبته للبشر, كل حين , الآن وكل اوان والى دهر الداهرين”.
وبعد ان نتزود بهذه البركة الكريمة التي يعطيها الكاهن, باسم الله,” ننطلق بسلام”, شاكرين العزة الالهية, لأنها اتاحت لنا ان نشترك مع الكاهن بتقدمة الحمل الالهي, تمجيدا للآب السماوي , وتكفيرا عن خطايا البشر .
ولنتذكر دائما القانون التاسع من قوانين الرسل القديسين الاطهار الذي ينص” جميع المؤمنين الذين يدخلون الكنيسة ويسمعون الكتب المقدسة ولكنهم لا يلبثون لنهاية الصلاة والمناولة المقدسة يجب أن يفروزا لأنهم يجعلون تشويشا في الكنيسة”.
تلك هي أهم الأنظمة والمراسيم الطقسية التي تطبع صلاتنا بطابع التقوى والرونق الديني الخارجي. فلنأخذها بعين الاعتبار, ولنمارسها باحترام وخشوع, فنحصل على التعزيات الالهية, والخيرات السماوية والارضية.