المسيح للوحدة و الشيطان يعشق الانقسام.

المسيح للوحدة و الشيطان يعشق الانقسام.

أهمية الوحدة المسيحية في زمن الانقسام الكنسي منذ العام ١.٥٤.

كنيستنا ثابتة على الايمان الواحد الحقيقي منذ البداية حتى يومنا هذا، ثابتة بتعاليم ربنا ومخلصنا سيدنا يسوع المسيح وبتعاليم الرسل من بعده، وللاسف بعض الخلافات التفصيلية منها او السياسية منها ادت الى انشقاق الكنيسة الام في عام ١٠٥٤ إلى شق شرقي وهي الكنيسة الأرثوذكسية و إلى شق غربي وهي الكنيسة الكاثوليكية.

الشيطان هو عدو الخير، وهو يعشق التفرقة ويكره الاسرة المتحدة. سعى دائما الى محاربة كنيستنا لان الكنيسة الجامعة الواحدة هي رمز الله، و هي صورة الثالوث الأقدس. وأيضًا سيظل يسعى الى شقاق ما تبقى منها.

حتى يومنا هذا ازدادت الكراهية والحقد بين الاخوة والمذاهب المسيحية و اصبحنا ضحايا هذا الانقسام الشيطاني المفتعل، واصبح اخي الانسان من تلك الطائفة المسيحية يكره ويبغض اخاه الانسان من الطائفة المسيحية الاخرى، ولكنهم نسوا تعاليم ربنا يسوع المسيح حينما قال: (يو ١٢:١٥) “«هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ.”.
فللاسف، لا تزال كنيستنا تتوجع من هذا الانقسام المرير.

الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الارثوذكسية يؤمنون بكتاب مقدس واحد، كتاب ربنا والهنا يسوع المسيح وكلاهما يؤمنون بان المسيح هو الطريق الوحيد الى الله و الخلاص.
جون 14: 6 – “قال له يسوع ،” أنا الطريق والحق والحياة. لا أحد يأتي إلى الآب إلا من خلالي.
فلماذا استمرار التفرقة الى يومنا هذا و الجوهر الأساسي هو كلمة الله في انجيلنا المقدس؟
هل يسوع في الكنيسة الكاثوليكية مختلف عن يسوع في الكنيسة الأرثوذكسية أم أنه هو يسوع المسيح نفسه مخلص العالم؟

وايضا اريد ان اشير الى رسالة بولس الرسول الاولى الى اهل كورنتثوس اصحاح ٣:

1 وانا ايها الاخوة لم استطع ان اكلمكم كروحيين، بل كجسديين كاطفال في المسيح، 2 سقيتكم لبنا لا طعاما، لانكم لم تكونوا بعد تستطيعون، بل الان ايضا لا تستطيعون، 3 لانكم بعد جسديون. فانه اذ فيكم حسد وخصام وانشقاق، الستم جسديين وتسلكون بحسب البشر؟ 4 لانه متى قال واحد:«انا لبولس» واخر:«انا لابلوس» افلستم جسديين؟

ان ممارسة الطقوس عند الطوائف المسيحية لا تعني ان هناك اختلافًا في الدين المسيحي الأم الذي يقوم على تعاليم ربنا والهنا يسوع المسيح كما كتبها تلاميذه في الكتاب المقدس لأن هذا الكتاب هو المصدر الاساسي لكل انسان مسيحي يريد ان يسمع، يتمعن ويطبق كل كلمة خرجت من فم ربنا يسوع.

اخوتي، الجهل يؤدي الى الخطيئة. يؤثر الشيطان على العقول الضعيفة و ليس على الحكماء الذين هم عمالقة في أرواحهم وإيمانهم.
الكنيسة منذ تأسيسها كانت واحدة بامر الرب لبطرس: انت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي.
على كل شخص مسيحي مؤمن يعشق ويتكلم بالمسيح، انه واجب علينا ان نجمع لا ان نفرق وان نصلي للوصول الى الوحدة المسيحية، سلاحنا التوبة والمسامحة بقوة الروح القدس. الكنيسة قوية بوحدتنا ويسوع المسيح هو الطريق الوحيد الذي يوحدنا.
آمين.
☦️✝️☦️

ملاحظة: هذا المقال يعبر عن رأيي الشخصي وقناعاتي بضرورة الوحدة المسيحية الراسخة انسجاما مع تعاليم سيدنا يسوع المسيح وتعاليم تلاميذه من بعده.

الان يوسف الحلو
٢١ تشرين الاول ٢٠٢٣