سيدة الزلزلة العجائبية في زحلة ، التي زلزلت الاعداء

تاريخ كنائس لبنان حافل بالقداسة والصلاة والحضارة المسيحية، إذ بُنيت المعابد والكنائس بجهود أيادي وزنود المؤمنين في بلداتهم وقراهم. لكل كنيسة ورعية قصة رجاء، فالكنيسة بيت الله الذي يلجأ إليه المؤمن في المصاعب والشدائد، وكل فرد في الرعية يعيش قصته مع كنيسته، فتراه على طريقته، يهتم بمظهرها ويحافظ على تقاليدها وإرثها.  

معاً، ومع حكاية انتقال العذراء مريم الى حضن ابنها، سنجول على كنائس من لبنان، فنستعيد من ماضيها أبرز محطاتها التاريخية وارتباطها بأبناء هذا الوطن، بفقرة تعيدنا الى جذورنا المسيحية.

تعتبر “كنيسة سيدة الزلزلة العجائبية” في زحلة، واحدة من أقدم الكنائس وأول كنيسة يتم بناؤها في المدينة البقاعية. لم تحدد المراجع التاريخية والدينية التاريخ الفعلي لذلك، لكنه يرجّح أن يعود تاريخ وجودها الى حوالى الـ1550 عاماً.

يروي الزحليون أن سيدة الزلزلة نجت من زلزال العام 1759، الذي دمّر بيروت ومناطق لبنانية أخرى، إذ لما وقع الزلزال تشققت الأرض خلف الكنيسة وزحلت التربة باتجاهها، ولم تتوقف إلا بعدما اصطدمت بالكنيسة وطمرت جزءاً من حائطها الغربي. وفي العام 2003، أثناء توسيع الكنيسة وأعمال إزالة التربة، تبين أن الحجارة التي هي دون أرضية الكنيسة، مصقولة ومشابهة للحجارة التي فوقها، ما يدل على أن هذه الناحية لم تبن لكي تطمر بل جرى ذلك إثر زلزال ما.

يُروى أيضاً أن مقاتلين احتشدوا في محيط مدينة زحلة لمهاجمتها في العام 1860، فاحتمى أبناء المدينة في الكنيسة، وعندما وصل المهاجمون إلى باحتها، ذرت مريم العذراء الغبار في عيونهم، محدثة سياجاً حول كنيستها، فسلم كل من التجأ إليها.

قصة “الزلزلة العجائبية”، لم تنتهِ هنا، إذ دخل جنود أتراك الى مدينة زحلة في العام 1914، لملاحقة “أحرار” المدينة وصحافيي جريدة زحلة الفتاة، وشرعوا بإنزال الأجراس عن الكنائس، وعندما وصلوا إلى جرس كنيسة سيدة الزلزلة، لم يتمكنوا من إزالته إذ وقع الجنديان المكلفان بالمهمة إلى الأسفل من دون أن يُعرف كيف، فاستشاط رئيس الفرقة غضباً وحمل فأسه ودخل الكنيسة لتخريبها، لكنه وقع أرضاً أمام أيقونة الرقاد العجائبية، فخاف الجنود الباقون وفروا هاربين.

جُددت هذه الكنيسة ووسعت مرّات عدة وباتت قادرة على استيعاب مئات المؤمنين، وككل كنائس الطقس البيزنطي، تضم سيدة الزلزلة إيقونوغرافيا مميزة، من بينها أيقونة “العذراء الدامعة”، إضافة الى أيقونة الرقاد العجائبية.

نقلا عن موقع الالكتروني القوات اللبنانية