سيدة الغسالة ،تسمية غريبة لأقدم كنائس القبيات

تاريخ كنائس لبنان حافل بالقداسة والصلاة والحضارة المسيحية، إذ بُنيت المعابد والكنائس بجهود أيادي وزنود المؤمنين في بلداتهم وقراهم. لكل كنيسة ورعية قصة رجاء، فالكنيسة بيت الله الذي يلجأ إليه المؤمن في المصاعب والشدائد، وكل فرد في الرعية يعيش قصته مع كنيسته، فتراه على طريقته، يهتم بمظهرها ويحافظ على تقاليدها وإرثها.  

معاً، ومع حكاية انتقال العذراء مريم الى حضن ابنها، سنجول على كنائس من لبنان، فنستعيد من ماضيها أبرز محطاتها التاريخية وارتباطها بأبناء هذا الوطن، بفقرة تعيدنا الى جذورنا المسيحية.

يعود وجود هذا المزار المقدّس في القبيات إلى تاريخ وجود الموارنة في لبنان، أي منذ العام 450. لطالما شكل مزار سيدة الغسالة ملاذاً روحياً عجائبياً للمرضى والمتعبين الذين كانوا في وقت مضى يسيرون في الطريق الوعرة ويتسلقون الصخور والمرتفعات الشاقة للصلاة والتضرع للعذراء.

الى جانب المزار المقدس، قناة لمياه الريّ، بنيت الى جانبه الكنيسة الأولى. كانت نساء القرية تتداعى أيام السبت لغسل الثياب وتنظيفها قائلة الواحدة للأخرى: “يلا نروح ع الغسالة” أي الساقية، لغسل الثياب ونشرها وانتظارها حتى تجف، قبل العودة الى المنزل. ويتناقل الأجيال، أنه كما تزيل المياه الأوساخ عن الملابس، كذلك تساعدنا العذراء بشفاعتها على غسل خطايانا، ومن عادة غسل الثياب كما القلوب اكتسب المزار اسم “سيدة الغسالة”.

نقلاً عن موقع الالكتروني القوات اللبنانية